Global Education Monitoring Report

رصد الهدف 4

تحميل PDF

UNICEF/Nader

رصد التعليم في أهداف التنمية المستدامة

قدمت ثلاثة من أصل أربع بلدان معايير أو أهداف وطنية يتعين تحقيقها بحلول عامي 2025 و 2030 في ما يتعلق ببعض مؤشرات الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة على الأقل: الالتحاق بالتعليم المبكر في مرحلة الطفولة؛ ومعدلات عدم الالتحاق بالمدارس؛ ومعدلات إتمام الدراسة؛ والفجوات بين الجنسين في معدلات إتمام الدراسة؛ ومعدلات الحد الأدنى من مستوى الكفاءة في القراءة والرياضيات؛ والمعلمين المدربين؛ والإنفاق العام على التعليم. وتستجيب هذه العملية، المدعومة من قبل معهد اليونسكو للإحصاء والتقرير العالمي لرصد التعليم، للإطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام 2030 ، الذي دعا البلدان إلى وضع “معايير متوسطة مناسبة… للتصدي لثغرة المساءلة المرتبطة بالغايات الأطول أمدا.ً”

نشرت أول لمحة موجزة سنوية للتقدم الذي أحرزته البلدان نحو تحقيق هذه الغايات الوطنية، والتي تمثل سجل أداء الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، في كانون الثاني/يناير 2023 . وإنَّ تحليل معدلات التقدُّم التاريخي المُحرَز بين عامَي 2000 و 2015 من نقطة البداية لكل بلد يعرض السياق الذي يتم فيه تقييم التقدم الذي أُحرز مؤخراً. ويرسم التحليل خريطةً لمتوسط التقدم الذي أُحرِزَ في الماضي للبلدان التي تسير بخطىً متسارعة ومتباطئة، مقارنة بمجموعة من نقاط البداية، الأمر الذي يوضح شكل المسارات الطموحة والممكنة.

تم الاستناد إلى التقدُّم المُحرَز خلال الفترة 2015 – 2020 وحتى بداية جائحة كوفيد- 19 في تحليل الآفاق القُطرية لتحقيق البلدان معاييرها الوطنية لعام 2025 ، حيث لم يقتصر تأثير الجائحة على تعطيل تنمية التعليم فحسب، بل عطَّل أيضاً عملية جمع البيانات. وتم تقديم لمحة موجزة عن التقدُّم المُحرَز مقابل معايير قياسية فعلية وقابلة للتنفيذ لكل من المؤشرات السبعة، في حين تم تقديم لمحة موجزة عن التقدم المُحرز مقابل معايير قياسية فعلية لكل بلد لمؤشرَين: معدل إتمام المرحلة العليا من التعليم الثانوي ومعدل المشاركة في التعلّم المنظم قبل سنة واحدة من سنّ الالتحاق بالتعليم الابتدائي. ومن بين البلدان التي لديها معايير وبيانات، كان 29 % من التقدم المُحرز في معدل إتمام المرحلة العليا من التعليم الثانوي و 43 % من التقدم المُحرز في معدل المشاركة في التعلّم المنظم قبل سنة واحدة من عمر الالتحاق التعليم الابتدائي على المسار الصحيح صوب تحقيق معايير 2025 بدرجة عالية من الرجحان؛ وكانت هذه البلدان هي الأكثر ثراءً في الغالب، وخاصة في ما يتعلق بمؤشر الطفولة المبكرة.

الغاية 4- 1 التعليم الابتدائي والثانوي

PDf من الفصل 12

في عام 2022 ، أعدّ معهد اليونسكو للإحصاء والتقرير العالمي لرصد التعليم نموذجاً جديداً لتقدير معدل عدم الالتحاق بالمدارس، من خلال الجمع بين مصادر بيانات متعددة. وقدَّر النموذج عددَ السكان غير الملتحقين بالمدارس الابتدائية والثانوية على الصعيد العالمي بنحو 244 مليون في عام 2021 ، أي أقل ب 9 ملايين مقارنةً بعام 2015 . ويشكل هذا الانخفاض تراجعاً طفيفاً في معدل عدم الالتحاق بالمدارس، وهو ما يزيد قليلاً عن النسبة البالغة 0.2 نقطة مئوية سنوياً. وخلال الفترة نفسها، زاد عدد غير الملتحقين بالمدارس في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ب 12 مليون على الرغم من انخفاض معدل عدم الملتحقين بالمدارس بنسبة 0.1 نقطة مئوية سنوياً )الشكل 3(. ويعزى هذا إلى النمو السكاني السريع، حيث زاد عدد السكان في سن المدرسة بنحو 50 مليون في ست سنوات فقط.

الشكل 3: زاد عدد السكان غير الملتحقين بالمدارس في أفريقيا جنوب الصحراء
الكبرى ب 12 مليون نسمة خلال عام الفترة 2015 – 2021 .

السكان الملتحقين بالمدارس وغير الملتحقين بالمدارس ومعدل عدم الالتحاق
بالمدارس، أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، للفترة 2000 – 2021

المصدر: تقديرات معهد اليونسكو للإحصاء والتقرير العالمي لرصد التعليم استناداً إلى نموذج
معدل عدم الالتحاق بالمدارس.

بيْد أن رصد التقدم المُحرز تعرقل نتيجة لجائحة كوفيد- 19 التي أفضت إلى تعطيل جمع البيانات. وقد لا يكون نموذج عدم الالتحاق بالمدارس حساسا بما يكفي لتحديد التأثير القصير الأجل مثل التأثير المترتب على جائحة كوفيد- 19 . وخلال الفترة 2019 – 2021 ، تضمنت قاعدة بيانات معهد اليونسكو للإحصاء بيانات عن بلد واحد من كل أربعة بلدان حول التعليم الابتدائي وعن بلد واحد من كل خمسة بلدان حول التعليم الثانوي. وباستثناء الهند والفلبين، اللتين أبلغتا عن أكبر انخفاض وأكبر زيادة في عدد السكان غير الملتحقين بالمدارس، على التوالي، تشير البيانات إلى عدم وجود تأثير واضح في التعليم الابتدائي والمرحلة الدنيا من التعليم الثانوي لكنها تشير إلى حدوث زيادة بأكثر من نصف مليون في عدد الشباب غير الملتحقين بالمدارس. وتظهر هذه البيانات أيضا أنه كلما طالت مدة إغلاق المدارس الابتدائية، زادت معدلات عدم الالتحاق بالمدارس.

ارتفعت معدلات إتمام الدراسة على الصعيد العالمي خلال الفترة 2021-2015 من 85 % إلى 87 % في التعليم الابتدائي، ومن 74 % إلى %77 في المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي، ومن 54 % إلى 59 % في المرحلة العليا من التعليم الثانوي. ولا تزال أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أقل بكثير من المتوسط العالمي، وذلك بأكثر من 20 نقطة مئوية في التعليم الابتدائي ) 64 %( وما يقرب من 30 نقطة في المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي ) 45 %( والمرحلة العليا من التعليم الثانوي ) 27 %(.

من بين 31 بلداً منخفضة الدخل والأقل دخلاً والتي توجد عنها بيانات منذ عام 2019 ، فإن فيتنام هي الوحيدة التي لديها أغلبية من الأطفال يحققون الحد الأدنى من مستوى الكفاءة في القراءة والرياضيات في نهاية المرحلة الابتدائية. وفي 18 من البلدان، يحقق أقل من 10 % من الأطفال الحد الأدنى من مستوى الكفاءة في القراءة و/أو الرياضيات. ولكي يحقق كل طفل الحد الأدنى من مستويات كفاءة التعلّم بحلول عام 2030 ، يجب أن يصل متوسط التقدم السنوي إلى 2.7 نقطة مئوية على الأقل، وهو أعلى بكثير من المتوسط البالغ 0.4 نقطة مئوية الذي لوحظ في الفترة 2000 – 2019 . ولا تزال البيانات حول الاتجاهات نادرة: وهناك فقط 13 بلداً منخفضة والأقل دخلاً والتي قدمت ملاحظتان منذ عام 2013 . وبالإضافة إلى ذلك، لا تكون جودة بيانات المتعلقة بالاتجاهات في بعض الأحيان كافية للسماح بإجراء تقييم قوي للتغير الذي يحدث مع مرور الوقت. غير أن الأدلة المتاحة تشير إلى أنه، منذ عام 2011 ، ارتفعت نسبة الطلاب في نهاية المرحلة الابتدائية والذي يملكون الحد الأدنى من مستوى الكفاءة في القراءة بشكل أسرع في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا )بنسبة 0.71 نقطة مئوية سنويا(ً، وإن كان من نقاط بداية أقل، مقارنة بالبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل )والتي انخفضت النسبة فيها ب 0.06 نقطة مئوية( )الشكل 4(.

لا تزال هناك مخاوف كبيرة بشأن تأثير جائحة كوفيد- 19 على نتائج التعلّم. ويتمثل القسم الأوَّل القوي من الأدلّة عبر الوطنية في دراسة التقدم الدولي في مجال محو الأمية ) PIRLS ( لعام 2021 التي تناولت طلاب الصف الرابع، والتي أصدرت نتائجها في أيار/مايو 2023 . وشارك في الدراسة طلاب من 57 بلداً، معظمها من البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل. وقد أمكن تقييم التقدُّم النسبي المُحرَز لعام 2016 في 32 من البلدان. وبطريقةٍ ما، يبدو أنَّ دراسة التقدم الدولي في مجال محو الأمية لعام 2021 تؤكد أنَّ جائحة كوفيد- 19 خلّفت تأثيراً سلبياً على التعلّم: وسجّل 21 من أصل 32 بلدا أداءً أسوأ في عام 2021 مقارنةً بعام 2016 ، في حين احتفظت 8 بلدان بنفس مستوياتها وسجّلت 3 بلدان أداءً محسنا.ً بَيْد أنَّه ثمة تفسير آخر للنتائج يشير إلى أنَّها ليست سيئة كما تبدو عليه. وفي 10 من أصل 21 بلداً انخفضت درجاتها خلال الفترة 2016 – 2021 ، انخفضت درجاتها أيضا خلال الفترة 2011 – 2016 . وبالمعنى المطلق، إنَّ متوسط الانخفاض في درجة دراسة التقدم الدولي في مجال محو الأمية خلال الفترة 2021-2016 بلغ 8 نقاط، ويشكل هذا ما يقرب من خمس ما يتعلّمه الأطفال في سنة دراسية، وهو تأثير صغير بالنظر إلى حجم الانقطاع في التعليم.

بالإضافة إلى دراسة التقدم الدولي في مجال محو الأمية، نشُِرَت العديد من الدراسات القُطرية. غير أنَّها ليست مقترنة بمستوى الكفاءة العالمي الخاص بالهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، كما أنَّ العراقيل الناجمة عن الدراسات التي أُجرِيَت في أوقات ومستويات ومواضيع مختلفة أعاقت عملية المقارنة. ومع أن البلدان المرتفعة الدخل، مثل البلدان التي شاركت في دراسة التقدم الدولي في مجال محو الأمية، شهدت تأثيراً أقل بكثير أو لم تشهد أي تأثير في بعض الأحيان، يبدو أنَّ البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل قد عانت من تأثيرٍ أقوى من جراء إغلاق المدارس لفترة أطول ونتيجة لانخفاض فرص استمرارية التعلّم. وتشير النتائج المستمدّة من البرازيل وكمبوديا ومالاوي والمكسيك إلى أنَّ الأطفال خسروا سنة واحدة على الأقل من التعلّم. وكلما طال إغلاق المدارس، زاد تأثيرها على خسائر التعلّم.

الغاية 4- 2 مرحلة الطفولة المبكرة

PDf من الفصل 13

على الصعيد العالمي، ظل معدل المشاركة في تعليم الطفولة المبكرة ثابتاً عند حوالي 75 % خلال الفترة 2015 – 2020 . وحدثت أكبر الزيادات، بواقع أربع نقاط مئوية لكل منها، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي شمال أفريقيا وغرب آسيا، وهما المنطقتان اللتان سجلتا أدنى القيم الأساسية، والتي بلغت 48 % و 52 % على التوالي.

لا تزال ما يقرب من ثلاثة أرباع البلدان تفتقر إلى التعليم قبل الابتدائي الإلزامي ولا يقدم نصفها التعليم المجاني. وفي عام 2022 ، هناك 88 بلداً من أصل 186 بلداً تمتلك بيانات عن التعليم قبل الابتدائي المجاني أو الإلزامي لم تمتلك تشريعات إلزامية بهذا الشأن. ويكتسي هذا أهميةً خاصة إذ أنَّ البلدان التي تضمن التعليم قبل الابتدائي المجاني والإلزامي تميل إلى إحراز معدلات التحاق أعلى. وفي المتوسط، يبلغ معدل التحاق الأطفال الذين تقل أعمارهم عاماً واحداً عن عمر الالتحاق الرسمي بالتعليم الابتدائي في البلدان التي لا تقدم التعليم الابتدائي المجاني 68 %، مقارنة ب 78 % بين تلك التي تكفل تقديم تعليم مجاني لمدة سنة واحدة و 83 % بين التي تكفل تقديم تعليم مجاني لمدة سنتين.

تسببت جائحة كوفيد- 19 في انخفاض حاد في المشاركة في مرحلة التعليم قبل الابتدائي في العديد من البلدان، عبر فئات الدخل )الشكل 5(. غير أن التأثير لم يكن متسقاً على الصعيد العالمي. ومن بين 127 بلداً لديها بيانات، سجّل 54 بلداً انخفاضاً في المشاركة في عام 2020 أو 2021 . وكانت المشاركة مستقرة نسبياً في 30 بلدا وزادت في 43 بلداً خلال تلك الفترة. وثمة حاجة إلى مزيد من البيانات لتأكيد تأثير الجائحة على المشاركة، نظراً لأن بعض التغييرات الملاحظة قد تعزى إلى التحديات المتعلقة بجمع البيانات أثناء إغلاق المدارس.

الشكل 5: In في بعض البلدان، انخفضت معدلات المشاركة في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بشكل كبير خلال الجائحة

نسبة المشاركة في التعلُّم المنظَّم، قبل سنة واحدة من عمر الالتحاق الرسمي بالتعليم الابتدائي، في بلدان مختارة، للفترة 2010 – 2022
ملاحظة: الشرائح المنقطة تشير إلى أن الاتجاه كان مستوفى.
المصدر: قاعدة بيانات معهد اليونسكو للإحصاء.

يسلط المؤشر الجديد المتعلق بالنماء في مرحلة الطفولة المبكرة، الذي يقيّم المجالات المترابطة للتعلّم والرفاه النفسي والاجتماعي والصحة، الضوء على قدر كبير من عدم المساواة في النماء بين الأطفال من خلفيات مختلفة. وفي نيجيريا، على سبيل المثال، يسير ما يقرب من 80 % من الأطفال الذين حصلت أمهاتهم على التعليم الجامعي على المسار الصحيح من حيث النماء، وينطبق الأمر نفسه على 31 % فقط من أولئك الذين لم تكمل أمهاتهم التعليم الابتدائي.

الغاية 4- 3 التعليم التقني والمهني والجامعي وتعليم الكبار

PDf من الفصل 14

ارتفعت نسبة الالتحاق بالتعليم الجامعي على الصعيد العالمي خلال العقد السابق، غير أن ذلك كان بوتيرة أبطأ بعد عام 2015 : وارتفع إجمالي معدل الالتحاق من 29 % في عام 2010 إلى 37 % في عام 2015 غير أنها سجلت 40 % فقط بعد خمس سنوات. وفي معظم البلدان، تزداد احتمالية التحاق النساء بالتعليم الجامعي مقارنة بالرجال. وفي عام 2020 ، بلغ إجمالي معدل الالتحاق 43 % للنساء مقارنةً ب 37 % للرجال. ومن بين 146 بلداً أُتيحت بياناتها، سجّل 106 بلدانٍ منها فجوةً لصالح النساء، في حين سجّل 30 بلداً منها فجوةً لصالح الرجال؛ وتقع 22 من هذه البلدان الأخيرة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وكلّما ازدادت نسبة التسجيل في التعليم الجامعي، زادت احتمالية وجود فجوة لصالح النساء.

أصبح عددٌ أقل من الطلاب في التعليم الجامعي يسعون للحصول على درجاتٍ تعليمية أكثر تقدماً. وبشكلٍ عام، كان حوالي 12 % من الطلاب في التعليم العالي يسعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه في عام 2020 ، بعد أن بلغت النسبة 14 % في عام 2012 . وتراوحت النسبة بين %24 في أوروبا وأمريكا الشمالية إلى حوالي 6% في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وفي شرق آسيا وجنوب شرق آسيا. وثمة اهتمام متزايد بمهارات خارج إطار التعليم العالي التقليدي كما يتّضح مع تزايد شعبية الشهادات المصغرة.

بلغ متوسط نسبة مشاركة البالغين في التعليم والتدريب النظاميَّين وغير النظاميَّين 3% في 115 بلداً وفقاً للبيانات الأخيرة. بيْد أنه قد يكون من الصعب مقارنة بيانات هذا المؤشر بالنظر إلى الاختلاف في الفترات المرجعية بين الدراسات الاستقصائية. وتقع جميع البلدان التي تزيد نسبة المشاركة فيها عن 10 % في أوروبا وأمريكا الشمالية، غير أن الدراسات الاستقصائية من هذه البلدان تحسب المشاركة خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قبل إجراء الدراسة الاستقصائية بدلا من الأشهر ال 12 التي يستهدفها المؤشر. ولا تتناول الدراسات الاستقصائية الأخرى سوى المشاركة على الصعيد المحلي أو المشاركة خلال الأسبوع السابق. ومن المرجح أن يكون لهذه التفاوتات تأثير كبير على قابلية مقارنة المتوسطات الوطنية.

الغاية 4- 4. مهارات العمل

PDf من الفصل 15

ثمة نقص في مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وفي جميع أنحاء العالم، يستطيع 4% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً فما فوق كتابة برنامج حاسوبي باستخدام لغة برمجة متخصصة. ويشكل التعليم الذي تم تلقيه في المراحل التعليمية السابقة مؤشراً قوياً على احتمالية أن يكون الشباب والبالغين قد حققوا على الأقل الحد الأدنى من الكفاءة في مهارات الدراية الرقمية. وفي 31 بلداً أتيحت بياناتها، تزداد إلى الضعف احتمالية امتلاك المهارات الرقمية الأساسية لدى الأشخاص الذين تلقوا التعليمَ الجامعي، مقارنةً بأولئك الذين تلقوا تعليماً أقل. وثمة أيضاً فجوة بين الأجيال: ومن المرجح أن يكون لدى الشباب ما لا يقل عن ضعف المهارات الرقمية الأساسية الموجودة لدى البالغين.

وعلى الصعيد العالمي، ظل توافر خريجي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ثابتاً بشكل ملحوظ منذ عام 2000 . ونمت نسبة الخريجين في مواد التكنولوجيا الرقمية ببطء، إن وُجد هذا النمو أصلاً، كما هو الحال أيضاً في نسبة خريجي المواد العلمية والتطبيقية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ويشكل خريجو التكنولوجيا الرقمية حوالي 5% من إجمالي الخريجين، كما يشكل خريجو العلوم والرياضيات نسبة 5%، في حين تتراوح نسبة خريجي الهندسة بين 10 و 15 %. وتبرز نسبة مماثلة من الخريجين في مجالات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا الرقمية عبر جميع فئات الدخل القُطرية، مع تسجيل فارق بنسبة نقطة مئوية واحدة فقط بين البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المرتفعة الدخل في كل حالة. غير أن ما يقرب من 12 % من الطلاب يحصلون على درجة جامعية في الهندسة في البلدان المرتفعة الدخل، مقارنة ب 7% في البلدان المنخفضة الدخل.

الغاية 4- 5 الإنصاف

PDf من الفصل 16

في العقود الأخيرة، كان التقدُّم المُحرَز في مجال حصول الفتيات على التعليم وإتمامه أحد الإنجازات الرئيسية التي تحققت على صعيد المساواة في التعليم. وفي جميع مستويات التعليم، حققت جميع المناطق التكافؤ بين الجنسَين في مجال التعليم باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي تضم 90 من الفتيات الملتحقة بالمدارس مقابل 100 من الفتيان. وتخفي هذه الأرقام الإجمالية مستويات أعلى من الفوارق بين الجنسَين في بعض البلدان. فعلى سبيل المثال، في تشاد، ارتفع عدد الفتيات الملتحقات بالمدارس لكل 100 من الفتيان من 45 في عام 2015 إلى 58 في عام 2021 ؛ وفي غينيا، ارتفع هذا الرقم من 65 في عام 2015 إلى 72 في عام 2020 .

على صعيد التعلّم، يشير تحليلٌ أجراه معهد اليونسكو للإحصاء إلى أنَّ “تعلّم الفتيات تحسَّن بشكلٍ أسرع من الفتيان”. وبين الطلاب الذين خضعوا للتقييم في القراءة في نهاية المرحلة الابتدائية، فإن متوسط التقدم السنوي الذي أحرزته الفتيات على الصعيد العالمي منذ عام 2000 بلغ 0.16 نقطة مئوية، مقارنةً ب 0.12 نقطة مئوية للفتيان. وغالباً ما تتفوق الفتيات على الفتيان في القراءة. وعلى الصعيد العالمي، مقابل كل 100 من الفتيان ممَّن حققوا مستوى الكفاءة، يوجد 115 فتاة حققت مستوى الكفاءة في القراءة في نهاية المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي. وفي 90 % من البلدان التي أُتيحت بياناتها، تتفوّق الفتيات على الفتيان في القراءة في نهاية المرحلة الابتدائية. ويحققون ذلك في جميع البلدان في نهاية المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي.

أفضت أزمة جائحة كوفيد- 19 إلى تفاقم عدم المساواة في التعليم: تميل خسائر التعلّم إلى أن تكون أعلى بين الطلاب الأكثر فقرا،ً الذين استفادوا بدرجة أقل من التعليم عن بُعد. وفي هولندا، كانت خسائر التعلّم أعلى بنسبة %60 بين الطلاب الذين حصل آباؤهم على تعليم أقل. وفي باكستان، أشارت بيانات التقييم التي يقودها المواطنون بشأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 16 عاماً في المناطق الريفية إلى أنَّ فجوة القراءة بين الجنسَين انعكست خلال الفترة 2019 – 2021 من محاباة الفتيات )بنسبة 18 % للفتيان مقابل 21 % للفتيات( إلى محاباة الفتيان )بنسبة 16 % للفتيان مقابل %14 للفتيات(.

إنَّ الفئة المحرومة التي لم تذُكر صراحة في إطار الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة هي الجيل الأول من المتعلّمين، أي أول الملتحقين بمستوى تعليمي معيَّن في أسرهم. ويمثل إتمام مستوى التعليم الذي لم يحصل عليه الآباء تحدياً هائلاً، سواء بالنسبة إلى الأطفال الملتحقين بالمدارس لأبوين أميين في البلدان الفقيرة أو بالنسبة إلى طلاب الجامعة لأبوين أقل تعليماً في البلدان الغنية. ويبلغ متوسط الفجوة النسبية في إتمام التعليم الابتدائي حسب وضع الجيل الأول في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا 23 نقطة مئوية؛ ويتجاوز 40 نقطة مئوية في الكاميرون ونيجيريا، وهي فجوة أكبر من الفجوة القائمة بين المناطق الحضرية والريفية. يبلغ متوسط الفجوة في إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي حسب وضع الجيل الأول 34 نقطة مئوية؛ وبلغ ما يقرب من 50 نقطة في مدغشقر.

الغاية 4- 6 محو أمية الكبار

PDf من الفصل 17

استحدث مؤشر معدل القرائية على أساس التقييم المباشر والتسليم بمستويات متعددة من الكفاءة في إطار رصد الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة بُغْيَة الوقوف على التطور المتحقق في التفكير بشأن ماهية أن يكون المرء متعلّماً، وكذلك لتحفيز البلدان على الاستثمار في تقييم القرائية. بيْد أن ارتفاع تكلفة التقييم وضعف القدرة على التنفيذ وعدم كفاية الطلب يشير إلى أن عدداً قليلاً من البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل قد أجرت هذه التقييمات منذ عام 2015 . ونتيجة لذلك، ارتد رصد القرائية إلى التقييم الثنائي التقليدي للمتعلّمين مقابل الأميين.

ارتفع معدل القرائية لدى الشباب في جميع أنحاء العالم من 87 % في عام 2000 إلى 91 % في عام 2016 ، ثم توقف. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي آسيا الوسطى وجنوب آسيا، تعد معدلات القرائية أقل من المتوسط العالمي، حيث بلغت 77 % و 90 % على التوالي. وبلغ معدل القرائية لدى الكبار 87 % في عام 2016 ولم يحرز أي تقدم منذ ذلك الحين. وبين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، تحسنت معدلات القرائية بشكل أسرع في شرق آسيا وجنوب شرق آسيا، من 60 % في عام 2000 إلى %84 في عام 2020 .

ترتبط القرائية بنتائج تنموية هامة. فعلى سبيل المثال، تبلغ الفجوة في استخدام وسائل منع الحمل الحديثة في المناطق الحضرية في فلسطين بين النساء المتعلّمات والأميات 35 نقطة مئوية في المناطق الحضرية و 22 نقطة مئوية في المناطق الريفية. وفي فيجي، تبلغ الفجوة حوالي 12 نقطة مئوية في المناطق الحضرية و 6 نقاط مئوية في المناطق الريفية.

تم تنفيذ برنامج التقييم الدولي لمهارات البالغين في ثلاث جولات في عام 2010 في 37 بلداً من البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل. ويشكل البرنامج الدراسة الاستقصائية الدولية الوحيدة التي تعترف بمختلف مستويات الكفاءة لدى الكبار وتقيم المعرفة بالحساب. وحقق أقل من نصف البالغين في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا التي شاركت في الجولة الثانية ) 2015 ( والجولة الثالثة ) 2017 ( الحد الأدنى من مستوى الكفاءة في الرياضيات، بما في ذلك في الإكوادور ) 23 %(، وبيرو ) %25 (، والمكسيك ) 40 %( وتركيا ) 49 %(. وتمثل البلد الوحيد المتوسط الدخل من الشريحة العليا والذي كان يتمتع غالبية البالغين فيه بالحد الأدنى من مهارات الحساب على الأقل في كازاخستان ) 73 %(.

الغاية 4- 7 التنمية المستدامة والمواطنة العالمية

PDf من الفصل 18

استند رصد التقدُّم المُحرَز في تعميم التثقيف في مجال المواطنة العالمية والتعليم من أجل التنمية المستدامة في السياسات والمناهج الدراسية وإعداد المعلمين وتقييمهم إلى آلية تقرير ذاتي فيما يتعلق بتنفيذ توصية عام 1974 بشأن التربية من أجل التفاهم والتعاون والسلام على الصعيد الدولي والتربية في مجال حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. وقدُِّمت التقارير كل خمس سنوات. وتهدف العملية التي تقودها اليونسكو إلى استبدال النص بتوصية جديدة تلبي الاحتياجات المعاصرة. ويتضمن النص الجديد المقترح، للمرة الأولى، قسما عن المتابعة والاستعراض حيث يقدم إرشادات بشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل رصد تنفيذ التوصية واستقاء الدروس المستفادة من أفضل الممارسات. بَيْد أنَّ التوصية نفسها أو الإرشادات المُدرَجة في قسم المتابعة والاستعراض لن تكون ملزِمة لأي طرف.

شكل التثقيف في مجال تغيُّر المناخ هو محور المناقشة في قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم في أيلول/سبتمبر 2022 في نيويورك. وتهدف إحدى المبادرات المدعومة من اليونسكو إلى استحداث مؤشر لتحديد الأولويات وإدماج المحتوى الأخضر في أطُُر المناهج الدراسية الوطنية وفي المقرَّرات الدراسية للمواد العلمية والاجتماعية المختارة، من أجل قياس مدى تغطية الاستدامة وتغيُّر المناخ والمواضيع البيئية في مرحلتَي التعليم الابتدائي والثانوي. ويجري العمل على تجميع مجموعة من الوثائق الرسمية لنحو 100 بلد ومن المقرَّر إصدار النتائج الأولى في أوائل عام 2024.

تهدف مبادرةٌ أخرى قائمة على التعاون بين التقرير العالمي لرصد التعليم ومشروع رصد وتقييم التواصل والتثقيف بشأن المناخ، لجمع المعلومات حول القوانين والسياسات في 70 بلدا بهدف دعم التعلّم بين الأقران بشأن التواصل والتثقيف في مجال تغير المناخ. وتمكّن هذه اللمحات الموجزة من إجراء مقارنة للتقدُّم الذي تحرزه البلدان في ما يتعلق بالمادة 6 من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والمادة 12 من اتفاقية باريس، من خلال العمل من أجل التمكين المناخي، وفي ما يتعلق بالغاية 4- 7 لأهداف التنمية المستدامة. ويظهر تحليل أجري لأول 50 لمحة موجزة أن 39 % من البلدان أدرجت المحتوى المتعلق بتغير المناخ في قوانينها التعليمية، وأن 63 % من البلدان أدرجت مسألة تغير المناخ في قانون أو سياسة أو خطة لتدريب المعلمين.

الغاية 4-أ المنشآت التربوية والبيئات التعلّمية

PDf من الفصل 19

تعتبر البيئات المأمونة والترحيبية حاسمة من أجل التعلّم الفعال وينبغي أن تكون متاحة للجميع. ويتمثل أحد الجوانب الهامة لتحقيق المساواة بين الجنسين في توافر مراحيض منفصلة للرجال والنساء. ويفتقر أكثر من 20 % من المدارس الابتدائية في آسيا الوسطى وجنوب آسيا وفي شرق آسيا وجنوب شرق آسيا إلى مراحيض منفصلة لكل نوع اجتماعي، وهذا هو الحال بنسبة %94 في توغو و 83 % في مالي. وعلى الصعيد العالمي، تبدو المراحيض المنفصلة أكثر شيوعاً في مدارس المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي مقارنة بالمدارس الابتدائية. وفي النيجر مثلا،ً ارتفعت نسبة المدارس المزوَّدة بمراحيض منفصلة من 20 % في المدارس الابتدائية إلى أكثر من 80 % في مدارس المرحلة العليا من التعليم الثانوي. ولكن ربما فات الأوان بالنسبة إلى بعض الفتيات: يدفع نقص منشآت النظافة الصحية في فترة الطمث والوصم والإجهاد العديد من الفتيات إلى تفويت ما يصل إلى أسبوع واحد من المدرسة في الشهر، مما يزيد من فرص تخلفهم عن الركب وتسربهم.

تمثل الكهرباء مطلباً أساسياً آخر، غير أنه لا يزال يفتقر إليها في حوالي ربع المدارس في جميع أنحاء العالم )الشكل 6(. وتعد نسبة المدارس المزودة بالكهرباء أقل من المتوسط في آسيا الوسطى وجنوب آسيا، وخاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث ارتفعت بالكاد من 30 % في عام 2015 إلى %32 في عام 2020 . ويمكن أن يساعد نشر الطاقة الشمسية في تسريع وتيرة إمداد المدارس بالكهرباء. ومن بين 31 بلداً لا تملك فيه أكثر من نصف المدارس الابتدائية الكهرباء، لدى 28 بلداً إمكانات طاقة شمسية أعلى من المتوسط العالمي.

بدون كهرباء، لا يستطيع الطلاب والمعلمون استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس. وفي نسبةٍ كبيرة من البلدان، تبدو العديد من المدارس إما متصلة بشبكة الإنترنت فقط أو تمتلك أجهزة حاسوب فقط للأغراض التعليمية. وفي معظم الحالات، تتجاوز نسبةُ المدارس التي تمتلك أجهزة حاسوب نسبةَ المدارس المتصلة بشبكة الإنترنت. وفي تركمانستان مثلاً، تمتلك جميع المدارس الابتدائية تقريباً جهاز حاسوب، غير أنَّ %31 منها فقط متصلة بشبكة الإنترنت. ولكن العكس صحيح في بعض البلدان. وفي لبنان والملديف، تعتبر أكثر من 90 % من المدارس متصلة بشبكة الإنترنت، غير أنَّ ما يقرب من 70 % منها فقط يمتلك جهاز حاسوب.

ما برحت الابتكارات التكنولوجية تساهم في بناء المباني المدرسية والتحسينات المتعلقة بالسلامة. ويمكن للمواد المُعدّلة أن تساعد في الحماية من الكوارث الطبيعية. ويمكن لنظم تنظيف الهواء وعزل الصوت أن تحسّن الصحة العامة والرفاه. وتساعد نُظُم المعلومات الجغرافية في تقليل أوقات التنقل وتنظيم تحسين تحديد المواقع التي يتم الانتقال منها. بَيْد أنَّ النزاعات ما زالت تهدّد الطلاب والمعلمين سواء داخل المدرسة أو في طريقهم إليها. وارتفعت الهجمات على التعليم واستخدام المدارس والجامعات عسكرياً في عام 2020 / 2021 مقارنةً بعام 2018 – 2019 , لا سيما في مالي وميانمار.

الغاية 4-ب المنح الدراسية

PDf من الفصل 20

تعتبر الغاية 4-ب واحدة من عدد قليل من الغايات التي حدد عام 2020 كموعد نهائي لتحقيقها. وفي عام 2020 ، تم توزيع أكثر من 4.4 مليار دولار أمريكي على شكل منح دراسية وتكاليف منسوبة إلى الطلاب، بزيادة قدرها 1.3 مليار دولار أمريكي منذ عام 2015 . ويتناقض هذا مع الفترة الخمسية السابقة، عندما ظلت المنح الدراسية والتكاليف المنسوبة إلى الطلاب مستقرة نسبياً. وتوزَّع أكثر من 75 % من المِنَح الدراسية والتكاليف المنسوبة إلى الطلاب على البلدان المتوسطة الدخل؛ ويخصّص 11 % منها فقط للبلدان المنخفضة الدخل. بيْد أن البلدان المنخفضة الدخل استفادت أكبر ما يكون من الزيادة العامة في المنح الدراسية والتكاليف المنسوبة إلى الطلاب التي تم توزيعها منذ عام 2015 .

تهدف الغاية 4-ب بشكل خاص إلى دعم تنقل الطلاب في “أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأفريقية”. وشهدت هذه البلدان زيادة في تنقل الطلاب، وإن كان بمعدل أبطأ من بقية العالم. وعلى الصعيد العالمي، تضاعف عدد الطلاب الدوليين الوافدين بين عامي 2000 و 2020 إلى ثلاثة أضعاف، في حين ارتفع في جنوب الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا بنحو 2.2 ضعف وفي الدول الجزرية الصغيرة النامية بنحو 1.5 ضعف. وتتمثل الوجهة الأكثر شيوعاً للطلاب من هذه المناطق إلى حد بعيد في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، والتي تستأثر بما يقرب من 60 % من الطلاب.

الغاية 4-ج المعلمون

PDf من الفصل 21

منذ عام 2015 ، كان التقدُّم المُحرَز في زيادة نسبة المعلمين المؤهلين غير متساوٍ عبر المناطق ومستويات التعليم. وسُجِّل أكبر تحسُّن في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلا أنَّ المنطقة ما زالت متخلفة على صعيد جميع مستويات التعليم. وفي مستوى ما قبل التعليم الابتدائي الذي تضمَّن أدنى نقطة بداية، ارتفعت نسبة المعلمين المؤهلين من 53 % في عام 2015 إلى 60 % في عام 2020 . وفي المرحلة العليا من التعليم الثانوي، ارتفعت النسبة من %59 إلى 65 %. بَيْد أنَّ المنطقة بعيدة عن تحقيق أهداف عام 2030 ، استنادا إلى غايات الوصول الخاصة بالبلدان والبالغة 84 % في مرحلة التعليم قبل الابتدائي، و 92 % في مرحلة التعليم الابتدائي والمرحلة الدنيا من التعليم الثانوي، و 89 % في المرحلة العليا من التعليم الثانوي.

غالباً ما يكون المعلمون مؤهلين من دون أن يتلقوا التدريب المطلوب، أو تلقوا التدريب المطلوب لكنهم غير مؤهلين. وفي لبنان، على سبيل المثال، يمتلك 77 % من المعلمين في مرحلة التعليم الابتدائي الحد الأدنى من المؤهلات الأكاديمية المطلوبة غير أنَّ 23 % منهم فقط لديهم الحد الأدنى من التدريب التربوي. ولكن لا يمكن تفسير هذه الإحصائيات ومقارنتها من دون معرفة الحد الأدنى للمؤهلات الأكاديمية والتدريبية المطلوبة في كل بلد. وفي أوروغواي، يجب على المعلم أن يكمل درجة البكالوريوس لتدريس مواد مرحلة التعليم الابتدائي، في حين تعتبر شهادة المرحلة العليا من التعليم الثانوي كافية في الهند. وقد تكون مقارنة متطلبات التدريب أصعب نظراً إلى عدم وجود تصنيف دولي مشترك لبرامج التدريب. وبغُْيَة التصدي لهذه الفجوة المعرفية، يضطلع معهد اليونسكو للإحصاء بتطوير تصنيف دولي موحَّد لبرامج إعداد وتدريب المعلمين )إسكد – تدريب(، وهو إطار لجمع إحصاءات قابلة للمقارنة على المستوى الدولي حول برامج تدريب المعلمين.

يجب أن تراعي الجهود الرامية إلى زيادة أعداد المعلمين المؤهلين معدلَ التناقص الكبير بينهم، وهذا التناقض يسجّل تفاوتاً كبيراً بين البلدان ومستويات التعليم. فعلى سبيل المثال، يبلغ معدل تناقص المعلمين في المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي ما يقرب من 15 % في كل من رواندا وسيراليون، غير أنه يبلغ في مرحلة التعليم الابتدائي ما نسبته 3% في رواندا و 21 % في سيراليون.

يستأثر الإنفاق العام على التعليم ب 4.2 % من الناتج المحلي الإجمالي )يتراوح بين 3.3 % في شرق آسيا وجنوب شرق آسيا و 5.4 % في أوقيانوسيا( و 14.2 % من إجمالي الإنفاق العام )من 9.6 % في شمال أفريقيا وغرب آسيا إلى 16.5 % في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى(. وتنفق البلدان المرتفعة الدخل 1.3 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم مقارنة بالبلدان المنخفضة الدخل، في حين تخصص البلدان المنخفضة الدخل 4.4 نقطة مئوية مقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل من إجمالي الإنفاق الحكومي على التعليم.

وقدَّر التقرير العالمي لرصد التعليم أنه بُغْيَة تحقيق الغايات الوطنية للهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة بشأن التعليم قبل الابتدائي والتعليم الابتدائي والثانوي في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، ثمة فجوة تمويلية سنوية تبلغ 97 مليار دولار أمريكي خلال الفترة 2030-2023 . وتمثل هذه الفجوة 2.2 % من الناتج المحلي الإجمالي و 24 % من إجمالي تكاليف التعليم. ولا بد أن تزيد حصة الإنفاق على التعليم في مرحلتَي التعليم قبل الابتدائي والتعليم الابتدائي من حوالي 40 % من إجمالي الإنفاق في عام 2023 إلى 50 % في عام 2030 . ولا تشمل هذه التقديرات التعليم الجامعي الذي من شأنه أن يزيد من التكاليف.

سعى تحليلٌ منفصل لهذا التقرير إلى حساب تكلفة التحول الرقمي، بما في ذلك التعلّم الرقمي والأجهزة والكهرباء والاتصال بشبكة الإنترنت. وحتى يتسنّى للبلدان المنخفضة الدخل تحقيقَ مستوىً محدود من التعلّم الرقمي والكهرباء التي تغذيها الطاقة الشمسية لجميع المدارس، ولكي تضمن البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا أن تكون المدارس متصلة بالكامل بشبكة الإنترنت وقادرة على توفير أجهزة أفضل بحلول عام 2030 ، ستحتاج هذه البلدان إلى تخصيص 21 مليار دولار أمريكي سنوياً للإنفاق الرأسمالي بين عامَي 2024 و 2030 . وبالإضافة إلى ذلك، يتعيَّن أن ترتفع النفقات التشغيلية المقابلة بنحو 12 مليار دولار سنويا.ً وستؤدي التكلفة المشتركة إلى زيادة بنسبة 50 % في الفجوة التمويلية السنوية التي تواجهها هذه البلدان بالفعل من أجل بلوغ معاييرها الوطنية المتصلة بالهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة.

في حين تعهَّد أعضاء لجنة المساعدة الإنمائية التي أنشأتها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بإنفاق ما لا يقل عن 0.7 % من إجمالي الدخل الوطني على المساعدة الإنمائية الرسمية، إلا أنَّ الرقم الفعلي يبلغ حوالي نصف ذلك فقط. وارتفعت النسبة في عام 2022 من 0.33 % إلى %0.36 من الدخل المحلي الإجمالي استجابةً للأحداث العالمية الأخيرة. وانخفض إجمالي المساعدات التعليمية من 19.3 مليار دولار أمريكي في عام 2020 إلى 17.8 مليار دولار أمريكي في عام 2021 . وانخفضت المساعدات الموجهة إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 20 % من 5.6 مليار دولار أمريكي إلى 4.5 مليار دولار أمريكي.

اشتدت أزمة الديون في البلدان المنخفضة الدخل في السنوات الأخيرة. وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي أنّ عدد البلدان الواقعة في ضائقة الدين أو المعرضة لزيادة مخاطر الوقوع فيه ارتفع من 21 % في عام 2013 إلى %58 في عام 2022 )الشكل 7(. وتشكل أزمة الديون تشكل تحديات مماثلة لتلك التي حدثت في ثمانينيات القرن الماضي. ولم يعد تخفيف عبء الديون يؤدي دوراً كبيراً في المساعدات الإنمائية الرسمية، حيث انخفضت نسبته منذ عام 2005 . ولجأت بعض البلدان إلى مبادلات الديون لأغراض التنمية الثنائية كاستراتيجية بديلة للتصدي لعبء الديون.

Image credits: 

الفصل 12: UNICEF/Pouget 
الفصل 13: UNICEF/Stephen/Infinity Images 
الفصل 14: UNICEF/YPN 
الفصل 15: UNICEF/Pirozzi 
الفصل 16: UNICEF/Verweij 
الفصل 17: UNICEF/Pirozzi 
الفصل 18: UNICEF/Singh 
الفصل 19: UNICEF 
الفصل 20: UNICEF/Herwig 
الفصل 21: UNICEF/Herwig 
الفصل 22: UNICEF/Sokhin>